كتب : د. حسين المطعنى
في تحذير خطير أطلقته كل من منظمة الصحة العالمية واليونيسف والتحالف العالمي للقاحات والتحصين (غافي)
، يتضح أن جهود التحصين التي حمت البشرية لعقود أصبحت اليوم تحت تهديد خطير.
المعلومات المضللة، والنمو السكاني السريع، والأزمات الإنسانية، والتخفيضات الكبيرة في التمويل… كلها عوامل تعرض ملايين الأطفال والمراهقين والبالغين لخطر أمراض يمكن الوقاية منها بسهولة عن طريق اللقاحات.
موجة أمراض تعود للواجهة
في بيان صحفي خلال الأسبوع العالمي للتحصين، حذرت المنظمات الثلاث من أن أمراضًا خطيرة كانت شبه مختفية بدأت تعود مجددًا:
- الحصبة: في عام 2023 فقط، تم تسجيل 10.3 مليون حالة حول العالم، بزيادة 20% عن عام 2022!
- التهاب السحايا: أكثر من 5500 حالة مشتبه بها وحوالي 300 وفاة في 22 دولة إفريقية خلال أول 3 أشهر من 2024.
- الحمى الصفراء: بعد أن كانت تحت السيطرة لعقد كامل، ظهرت مجددًا مع 124 حالة مؤكدة في 12 دولة في 2024.
- الدفتيريا: مرض قديم، لكنه يُظهر إشارات عودة خطيرة في العديد من المناطق.
هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات… إنها أجراس إنذار تدعونا للتحرك العاجل! التمويل ينخفض… والأخطار تتزايد!
التقييم الأخير الذي أجرته منظمة الصحة العالمية كشف أن نصف البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل تعاني من تعطلات متوسطة إلى شديدة في حملات التطعيم.
والنتيجة؟
- في عام 2023، 14.5 مليون طفل فاتتهم جميع جرعات اللقاح الروتينية — رقم صادم يرتفع كل عام!
- أكثر من نصف هؤلاء الأطفال يعيشون في مناطق نزاع أو هشاشة، حيث الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية شبه مستحيل.
مثال حي:
🔵 في بعض الدول التي تعاني من الحروب، مثل اليمن أو جنوب السودان، انخفضت معدلات التحصين إلى مستويات خطيرة تهدد بعودة أمراض فتاكة.
رغم التحديات… الأمل موجود!
الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، مدير منظمة الصحة العالمية، قالها بوضوح:
“اللقاحات أنقذت أكثر من 150 مليون شخص خلال الخمسين سنة الماضية!”
نعم، نحن قادرون على التصدي لهذه الأمراض… ولكن بشرط: أن نستمر في الاستثمار في برامج التحصين!✨ كاثرين راسل من اليونيسف حذرت أن نقص التمويل يهدد تطعيم أكثر من 15 مليون طفل معرض للخطر.
ماذا يجب أن نفعل؟
- ✅ دعم حملات التحصين والتبرع للبرامج الصحية.
- ✅ نشر الوعي ضد الشائعات والمعلومات المضللة عن اللقاحات.
- ✅ الضغط على الحكومات للوفاء بالتزاماتها تجاه أجندة التحصين لعام 2030.
- ✅ تشجيع الآباء والمجتمعات على تحصين أطفالهم بشكل كامل وفي الوقت المحدد.
لنتذكر:
ان الوقاية دائمًا أفضل من العلاج! لا ننتظر الأوبئة حتى نتحرك…