المستشفى الإماراتي في رفح.. رسالة إنسانية تتعرض للخطر


 كتب : د. حسين المطعنى 

في مشهد يلخص قسوة الواقع الإنساني الذي يعيشه قطاع غزة، تعرض المستشفى الميداني الإماراتي الكائن في منطقة رفح جنوبي القطاع لسقوط شظايا ناجمة عن العمليات العسكرية المحتدمة في محيطه. هذا الاعتداء غير المباشر، الذي أصاب أحد أهم المرافق الإنسانية في المنطقة، أدى إلى تضرر بعض المرافق الحيوية داخل المستشفى، وأسفر عن خسائر مادية محدودة، وسط صدمة الطواقم الطبية والمرضى الذين احتموا بأروقة الأمل هذه.

المستشفى الميداني الإماراتي لم يكن يوماً جزءاً من النزاع، بل كان ولا يزال رمزاً للإنسانية في وجه الألم، وجسراً للنجاة لمن أنهكتهم الحروب والنكبات. في كل غرفة من غرفه، وفي كل ركن من أركانه، كان هناك جهد نبيل يداوي الجراح وينقذ الأرواح دون تمييز.

إن استهداف أو تعريض المنشآت الطبية للخطر – حتى وإن جاء عن طريق شظايا – يشكل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية الإنسانية، التي تحظر المساس بالمرافق الطبية تحت أي ظرف. كما يوجه هذا الحادث المؤلم نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي بضرورة توفير الحماية الفورية للمنشآت الطبية والطواقم العاملة فيها، وضمان استمرار عملها الإنساني بعيداً عن نيران الصراع.

إن دولة الإمارات العربية المتحدة، التي مدت يد العون إلى غزة عبر هذا المستشفى، لا تبتغي سوى تخفيف المعاناة وتضميد الجراح، ومثل هذه الحوادث تزيد من جسامة التحديات لكنها لا تثني عزيمة الخيرين عن أداء رسالتهم النبيلة.

اليوم، أكثر من أي وقت مضى، يحتاج العالم إلى أن يقف وقفة جادة ومسؤولة، لحماية ما تبقى من إنسانية في زمن الحرب، ولضمان أن تبقى أبواب المستشفيات مفتوحة للأمل، لا أن تغلقها الشظايا والدخان.

التعليقات معطلة.