كتبت :راندا رجب
أطلقت الأمم المتحدة نداء استغاثة جديدًا، محذّرة من تدهور الأوضاع الإنسانية في ولاية شمال دارفور بالسودان، في ظل موجات النزوح الجماعي غير المسبوقة، التي دفعت بنحو 400 إلى 450 ألف شخص إلى الفرار من مناطق زمزم وأبو شوك ومخيمات أخرى، إلى مناطق طويلة وجبل مرة ومناطق نائية أخرى يصعب الوصول إليها.
وقالت المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتاين نكويتا-سلامي، في بيان صحفي صدر الأحد، إن الانتهاكات المستمرة بحق المدنيين والكوادر الإغاثية “غير مقبولة”، مضيفة: “المدنيون لا يجب أن يكونوا هدفًا أبدًا، ولا ينبغي أن يكون النزوح القسري ثمنًا للوصول إلى المساعدات المنقذة للحياة”.
وحذّرت نكويتا-سلامي من أن النزوح القسري الواسع يزيد من صعوبة الوصول إلى البنى التحتية والخدمات الأساسية، ما يعيق بشكل خطير قدرة المجتمع الإنساني على تلبية الاحتياجات المتصاعدة، وسط مؤشرات مقلقة لانعدام الأمن الغذائي وانتشار الأوبئة وسوء التغذية والمجاعة.
وأوضحت أن تحركات النازحين تتسم بحالة من السيولة وعدم القدرة على التنبؤ، نتيجة تصاعد الأعمال العدائية والخوف من تصعيد عسكري محتمل على مدينة الفاشر، ما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني ويهدد بوقوع كارثة وشيكة.
قيود متزايدة وتدهور مستمر
ورغم النداءات الأممية المتكررة، لا يزال وصول المساعدات الإنسانية إلى الفاشر والمناطق المحيطة بها “مقيدًا بشدة”، بحسب المنسقة الأممية، التي أكدت أن الوضع الميداني يفرض تحديات تشغيلية جسيمة، تُضعف فعالية الاستجابة وتزيد من هشاشة أوضاع مئات الآلاف من المحتاجين.
ودعت نكويتا-سلامي إلى توفير ممرات آمنة وفورية لوصول المساعدات الإنسانية، مؤكدة أن النظام الإنساني في السودان بات مرهقًا ويعاني من ضغط غير مسبوق، مطالبة الجهات المانحة بتقديم تمويل مرن وعاجل عبر صندوق السودان الإنساني لضمان استمرار العمليات الطارئة وتوفير المستلزمات المنقذة للحياة.
